أخر خبر

تنمية الوعي المجتمعي الصحيح ودحر الشائعات في كتاب نوعي جديد

»» الإصدار يطرح منظور تدريبيا ثريا للتوعية كهدف مشترك مع التنمية في صورتها الشاملة والمستدامة استكمالًا لبناء الجمهورية الجديدة

»» .. ويقدم آليات تصويب الوعي المزيف ومواجهة الشائعات وصورها وسبل حماية الرأي العام عبر الفضاء الرقمي

صدر حديثا كتابٌ “تنمية الوعي الصحيح ودحر الشائعات استكمالًا لبناء الجمهورية الجديدة” ..
الكتابٌ يحمل منظورا تدريبيا نوعيا لا غنى عنه،ويعد إضافة للمكتبة العربية وأصدرته مؤخرا دار التعليم الجامعي بالإسكندرية، ويعرض ضمن مطبوعاتها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي ستنطلق فعاليته اعتبارا من 24 يناير وحتي 6 فبراير.

الكتاب من تأليف الدكتور عصام محمد عبدالقادر، أستاذ ،رئيس قسم المناهج وطرق التدريس كلية التربية بنين بالقاهرة جامعة الأزهر، والدكتورة مها محمد عبد القادر أستاذ أصول التربية بكلية التربية للبنات بالقاهرة جامعة الأزهر.

تضمن الإصدار منظورا تدريبيا ثريا، حيث تناول قضية الوعي؛ إذ يصعب أن تحدث نهضة الدولة التي تستهدف التنمية الشاملة، ويستحيل استمراريتها بعيدا عن وعيٍ صحيحٍ بماهية الوطن وأمنه واستقراره والشراكة الفاعلة والعمل الدؤوب الذي يقوم على الإخلاص والتفاني في شتى مجالاته بهذه الدولة، ومن ثم باتت التوعية هدفا مشتركاً مع التنمية في صورتها الشاملة والمستدامة.

وفي بدايات هذا المنظور التدريبي تناول المؤلفان العلاقة بين التنمية والنهضة والوعي الصحيح مقابل الوعي المزيف، والكشف عن الممارسات الدالة على الوعي الصحيح، وصولا إلى ماهية الوعي الصحيح، ثم التعرض لآلية تشكيل الوعي المزيف، وكيفية تصويبه، ومن ثم يستخلص المتدرب أهمية الوعي الصحيح لدى الفرد والمجتمع، ونصل إلى المبررات والدوافع التي تحث على الاهتمام بقضية تنمية الوعي في صورته الصحيحة؛ فالمجتمع في أشد الاحتياج لأن يقف وفق حالةٍ من الوعي الصحيح تجاه قضاياه الداخلية والخارجية؛ كي يكون هناك اصطفافٌ شعبيٌ يقوم على المشاركة وتحمل المسئولية بكامل قضايا وطننا الحبيب، وفي المقابل نقضي على صور السلبية المقيتة.

ونظرا لأهمية الوعي السياسي؛ فبه تستقر الأوطان، ومن خلاله تؤخذ الحقوق السياسية التي أقرتها الدساتير، ومن ثم تناول المنظور التدريبي قضية الوعي السياسي بصورةٍ مفصلةٍ اشتملت على ممارسات الوعي السياسي الصحيح؛ بغية الوصول إلى ماهيته؛ كونه يشكل مؤشرا صادقا على النضج المجتمعي.

وأشار المؤلفان لآلية مشاركة وسائل الإعلام بتنوعاتها في التوعية السياسية، كذلك تناول الآليات التي تستخدمها المؤسسات المجتمعية كي تسهم في تنمية الوعي السياسي لدى الجمهور، واستخلاص دور المؤسسة التعليمية الفاعل في تنمية الوعي السياسي لدى منتسبيها، والخروج بصورةٍ جليةٍ للشاب المثقف سياسيا، والتأكيد على أن مبررات صدارة التقدير والتسامح واحترام الآخر قمة النسق القيمي لدى المثقف سياسيا.
كما عرض الكتاب لمبررات الانتساب للأحزاب السياسية، ومتطلبات الثقافة السياسية، واختتمت قضية الوعي السياسي بعرض اتساق الثقافة السياسية مع تقبل الفرد لمبادئ المواطنة العالمية
كما أشار المؤلفان إلي أن وعينا السياسي يساعدنا في أن نتحرى اختياراتنا التي يحكمها الضمير الوطني؛ فلا نترك السفينة لغير ربانها، وهذا يمثل النضج المجتمعي المنسدل من فكر قويم يراعي مصلحة الدولة؛ لذا أضحى أمر التوعية مسئولية المنابر الإعلامية والمؤسسات التعليمية والدينية والمجتمعية، والتي تحدث تثقيفا سياسيا مقصودا ينتج جيلا يمتلك مقومات الثقافة السياسية وأدواتها المشروعة.


وتمثل الهوية الثقافية ركنا رئيسا في بناء المجتمعات؛ حيث إن الوعي الثقافي لبنة التنمية والنهضة المجتمعية وبدونها يفقد الفرد، بل والمجتمع رغبته في التقدم والرقي، ويقوم سعيه على النفعية والذاتية دون اعتبارٍ لماهية المواطنة، ومن ثم يتوجب ترسيخ الوعي الثقافي لدى أفراد المجتمع بآلياتٍ واستراتيجياتٍ مقصودةٍ والتي ينبغي أن تبدأ باكتساب الفرد اللغة القومية الرصينة، ومؤسسات الدولة كاملة تتحمل مسئولية تنمية الوعي الثقافي لجموع الشعب بطرائقٍ وممارساتٍ وفعالياتٍ مستمرةٍ ومتواصلةٍ بكافة الصور والوسائل، وهذا ما تناوله المنظور التدريبي بصورةٍ مفصلةٍ وإجرائيةٍ بدايةً من ماهية الوعي الثقافي، وانتهاء بعرض جهود الدولة المصرية في تنمية الوعي الثقافي.

وأكد المنظور التدريبي من خلال تناوله لقضية الوعي الاقتصادي على أنه إذا ما أردنا جودة الحياة ارتهن ذلك بوتيرة النمو الاقتصادي للدولة، وبمدى الوعي به من قبل المواطن كمنتجٍ أو مستهلكٍ؛ فقد اثبتت التجارب أن ثمت صعوبةٌ في التنمية الاقتصادية الشاملة بالدولة بعيدًا عن وعي مجتمعي بماهية الاقتصاد، ومن هنا تم الاعتراف بالعلاقة الارتباطية بين الوعي الاقتصادي والمواطنة والتنشئة الاقتصادية لدى الفرد، ودوره الفاعل في حل المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها مجتمعه وفق مبدأ الاكتفاء الذاتي، وهنا لا ننكر دور المؤسسة التعليمية في ترشيد الاستهلاك لدى الفرد، ناهيك عن الأدوار الأخرى التي تقوم بها مؤسسات الدولة بما يؤكد في الأذهان أن تنمية الوعي الاقتصادي أصبح فرض عينٍ.
وأفرد المنظور التدريبي لقضية الشائعات وآليات مواجهتها متسعًا؛ لأن خطورتها وفق تنوعاتها لا تحصى سواءً على الفرد والمجتمع وكيان الدولة ونهضتها، بل وبقائها، ومن ثم التعرض إلى ماهية الشائعة، وتاريخها، والعوامل التي تساعد على انتشارها، وصور الترويج لها من خلال المغرضين، وعرض بعض طرائق معالجة الشائعات المغرضة وفق تنوعاتها ومواقفها المختلفة، مع عرضٍ للآليات الفاعلة التي بها نواجه الشائعات المغرضة التي تستهدف المجتمع المصري بأطيافه وفئاته المختلفة؛ بالإضافة إلى عرض لأسباب تسارع وتيرة الشائعات في حالة حدوث نهضةٍ وبناءٍ بالدولة، ومن ثم دور التوعية الثقافية في دحر الشائعات المغرضة التي تستهدف النيل من الدولة وإنجازاتها ورموزها.

وفي سياق قضية الشائعات وآليات مواجهتها، تم تناول مخاطر التقنية الرقمية رغم مميزاتها؛ فبواسطتها يتم بث الشائعات الرقمية لتؤثر سلبًا على الروح المعنوية للفرد والمجتمع؛ لذا تم التعرض لدور التقنية الرقمية في نشر الشائعات، مع ذكرٍ لمسببات الانتشار السريع للشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما تم وصف الشائعات الرقمية عبر التواصل الاجتماعي بأنها معول الإفساد والهدم للمجتمعات؛ حيث دور الشائعات الرقمية في تفتيت الوحدة الشعبية، وفي المقابل عرضت بعض الآليات التي تحد من مخاطر الشائعات الرقمية على الدولة المصرية.
ونظرًا لفداحة الشائعات المغرضة على الجانب النفسي لدى الفرد والمجتمع؛ فقد تم وصف أن الشائعات بأنماطها تُعد أحد أسلحة الحروب النفسية، ومن ثم ينبغي الحد من خطورة الشائعات القائمة على فلسفة الحروب النفسية عبر الانترنت، وتم التأكيد على أن هناك مهامٌ تقع على عاتق المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية تجاه خطورة الشائعات بتنوعاتها المختلفة سواء عبر العالم الافتراضي أو على الأرض.
واهتمام شعوب العالم بالجانب السياسي حفز المغرضين تجاه التركيز على الشائعات التي ترتبط بالقضايا السياسية ورموز سياسية، وفي ضوء ذلك تم التعرض لخطورة الشائعة السياسية وأهدافها، باعتبار أن الشائعات السياسية صارت سلاحا بديلا للحروب العسكرية؛ لكن هناك دورٌ فاعلٌ للإعلام في محاربة الشائعات السياسية والقضاء على سلبياتها.
كما تناول المنظور التدريبي في قضية الشائعات وآليات مواجهتها أهمية الرأي العام وصور انتشار الشائعات عبر الفضاء الرقمي بما قد يؤدي إلى تغيير سياسات الدول، وذكرت المرتكزات الرئيسة التي تقوم عليها الشائعات المغرضة؛ بالإضافة إلى دور جماعات الظلام في تدشين الشائعات، وعرضت لأدوار مؤسسات الدولة الرسمية في مواجهة شائعات جماعات الظلام.

ووصف المؤلفان بلسان حالهما أن ما تم تناوله من خلال المنظور التدريبي ما هو إلا جهد مقلٍ، يعبر بصدقٍ عن مشاركةٍ في حب الوطن وعشق ترابه، وولاًء وانتماءً لكيان الدولة العظيمة التي ننعم جميعا عبق الحرية في ربوعها.

ظهرت المقالة تنمية الوعي المجتمعي الصحيح ودحر الشائعات في كتاب نوعي جديد أولاً على جريدة المساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى