شهد المؤتمر، الذي استمر على مدار يومين، حضورًا واسعًا من باحثين وخبراء من مصر وعدة دول أخرى، منها السعودية، سلوفاكيا، الجزائر، أذربيجان، الهند، قطر، وباكستان، مما أضاف بُعدًا علميًا وثقافيًا ثريًا. جاءت الفعاليات لتجمع بين النقاشات الرفيعة المستوى والعروض البحثية المتنوعة، حيث ناقشت أحدث الابتكارات الهندسية والتقنيات الحديثة، بما يخدم رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
افتُتح المؤتمر بجلسة رسمية تضمنت كلمات من الشخصيات الأكاديمية والرسمية، حيث تم تسليط الضوء على أهمية البحث العلمي في دعم التنمية المستدامة. كما شملت الفعاليات عرض أبحاث رائدة في مجالات متعددة، مثل الطاقة الجديدة والمتجددة، الذكاء الاصطناعي، والمدن الخضراء. شهدت الجلسات النقاشية حضورًا مكثفًا وتبادلًا للأفكار بين الباحثين والخبراء، مع مناقشة أحدث الاتجاهات في الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الصناعة والتعليم.
تميز اليوم الثاني بعرض أبحاث متخصصة ركزت على العمارة المستدامة، الهندسة الجيوتقنية، والطاقة المتجددة. وتخللت الفعاليات نقاشات مستفيضة تناولت الحلول الهندسية المبتكرة، مثل توظيف تكنولوجيا النانو لتحسين كفاءة البنية التحتية، وتطبيق الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتحسين تصميم المدن. تطرقت النقاشات أيضًا إلى تحديات التنمية المستدامة وسبل مواجهتها بوسائل تقنية وعلمية حديثة.
اختُتم المؤتمر بجلسة ختامية حضرها الدكتور يحيى عبد العظيم المشد، رئيس الجامعة، و الدكتور محمد النجار، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، و الدكتور سيد أبو السعود ورد، عميد كلية الهندسة، و الدكتور خالد أبو الحسن، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، إلى جانب أعضاء هيئة التدريس واللجنة المنظمة من الأكاديميين والطلاب. كما شهدت الجلسة حضور الضيوف من الجامعات المصرية والدول المشاركة.
وفي كلمته الختامية، أشاد الدكتور يحيى المشد رئيس الجامعة بالجهود الكبيرة التي بُذلت في تنظيم المؤتمر، مؤكدًا على دور الجامعة كمركز علمي وبحثي رائد. كما أعرب عن تقديره لجميع المشاركين على مساهماتهم العلمية القيمة التي أثرت فعاليات المؤتمر.
كما ألقى الدكتور سيد أبو السعود ورد عميد كلية الهندسة كلمة تناولت أبرز ما توصل إليه المؤتمر من نتائج وتوصيات. وقد أكد على أهمية دعم الابتكار الهندسي من خلال زيادة الاستثمارات في البحث العلمي، وتعزيز التعاون بين الأبحاث والصناعة لضمان تحويل الابتكارات إلى تطبيقات عملية. كما شملت التوصيات ضرورة تبني التقنيات الصديقة للبيئة والطاقة المتجددة، وتطوير التعليم الهندسي لتلبية متطلبات سوق العمل المستقبلي، وتعزيز التعاون الدولي من خلال بناء شراكات أكاديمية وبحثية مع المؤسسات العالميه .شملت توصيات المؤتمر
في مجال العمارة الخضراء،التشديد على أهمية دمج الهوية الثقافية والبصرية مع التقنيات الحديثة في تصميم المباني، مع التركيز على توظيف الذكاء الاصطناعي لتحسين التصميم الحضري وإدارة المواقع التراثية. أما في مجال الطاقة المتجددة، فقد أوصى المؤتمر بتطوير أنظمة هجينة تجمع بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى تحسين كفاءة الشبكات باستخدام خوارزميات ذكية. كما تناولت النقاشات سبل تعزيز الأمن الرقمي من خلال تطوير خوارزميات متقدمة لحماية البيانات، وأوصت باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الرعاية الصحية وتشخيص الأمراض بشكل أكثر دقة وكفاءة.وتضمنت التوصيات زيادة الاستثمارات في البحث والتطوير لدعم الابتكار الهندسي.وتعزيز التكامل بين الأبحاث والصناعة لتطوير حلول تخدم المجتمع.وتبني تقنيات صديقة للبيئة والطاقة المتجددة لمواجهة تحديات الاستدامة.و تطوير التعليم الهندسي لتزويد الطلاب بالمهارات المطلوبة في المستقبل.
و تعزيز التعاون الدولي لبناء شراكات معرفية وتكنولوجية.
وفي ختام الفعاليات، كرم الدكتور يحيى المشد، رئيس الجامعة، والدكتورسيد أبو السعود ورد، عميد كلية الهندسة، الباحثين والضيوف من خلال توزيع دروع تقديرًا لمشاركاتهم القيمة. كما تم تكريم أعضاء اللجنة المنظمة من هيئة التدريس والطلاب، عرفانًا بجهودهم الكبيرة التي ساهمت في إنجاح الحدث.
وقدموا شكرًا خاصًا لرعاة المؤتمر والشركاء الذين لعبوا دورًا محوريًا في دعم الفعاليات، وهم: شركة سمارت سيستمز (Smart Systems)، شركة بيدو (Bedo)، شركة غبور، مدينة المنصورة الجديدة، مركز الاستشارات والدراسات المتكاملة بكلية الهندسة، الاتحاد العربي للتعليم الخاص، وشركة دلتا جراند فارم.كما دعا الدكتورسيد أبو السعود ورد، عميد كلية الهندسة ورئيس المؤتمر، في كلمته الختامية، كافة الجهات الأكاديمية والصناعية والحكومية إلى تحويل التوصيات إلى برامج عمل تنفيذية. وأكد على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات العلمية لتكون منصة لتبادل الأفكار والابتكارات التي تواكب تطورات العصر. يعكس هذا الحدث الالتزام الراسخ للجامعة بدعم البحث العلمي وتحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن المؤتمر قدّم نموذجًا متميزًا لاستثمار الأبحاث العلمية في خدمة المجتمع وتعزيز الابتكار في المجالات الهندسية.اختُتم المؤتمر بدعوة للمشاركة في النسخة الثالثة من المؤتمر الهندسي الدولي للبحوث والابتكار، المقرر عقدها في نوفمبر 2026، بإذن الله. يعكس هذا الحدث التزام الجامعة بدعم البحث العلمي واستثمار الأبحاث في خدمة المجتمع وتعزيز الابتكار الهندسي.